الفائدة الأولى: فوائد قرآنية: 1 - نزَل القرآنُ الكريم ليَحكمَ في الاختلاف، لا ليكون سببًا في الاختلاف، ومعرفةُ مقاصد القرآن لها أثَر في دفع الاختلاف. 2 - أطلق الفراهيُّ على
الفائدة الأولى: فوائد قرآنية:
1 - نزَل القرآنُ الكريم ليَحكمَ في الاختلاف، لا ليكون سببًا في الاختلاف، ومعرفةُ مقاصد القرآن لها أثَر في دفع الاختلاف.
2 - أطلق الفراهيُّ على الأمور التي أقسَم الله بها في فواتح السور: القسم الاستدلالي.
قلتُ للأستاذ أحمد فرحات: هل سبقه أحد؟ قال: ابن القيِّم أشار إليه من بعيد.
3 - معنى الآلاء في قول الله تعالى: ﴿ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 13] عند الفراهيِّ: الفِعال العظيمة، وأتى بأدلَّة مِن الشِّعر العربيِّ تؤيِّده، وليس معناها النِّعَم.
ثمَّ أخبرني الأستاذ الشيخ عيادة الكبيسي حفظه الله تعالى أنَّ الإمام الفخر الرازيَّ قد ذكر هذا المعنى في تفسيره.
4 - السِّياقُ له أثَر في بيان المعنى، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 95 - 96]
والمعنى: أتَعبدون مَنحوتات عمِلتُموها بأيديكم؟! والله خلَقكم، وما عمِلتموه بأيديكم من النَّحت هو مَخلوق مثلكم!
5 - قال تعالى: ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [العاديات: 1 - 6].
أقسَم الحقُّ سبحانه بحَرَكات الخَيْل، وهي حَركات فيها كَمالُ الجدِّ والاهتمام في إظهار كَمال الوظيفة المنوطة بهم، وهي من الحيوانات التي لا تعقل!
فما بال الإنسان الذي وُهِب العَقلَ يُهمِل وظيفتَه التي كلَّفه الله بها؟
6 - أعظم بيانٍ للقرآن هو بيانُ القرآن نفسه لِمن تدبَّره؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19][1].
قلت: العلَّامة الفراهيُّ الهنديُّ (1349 هجري) أُعجوبة في بيان نِظام القرآن رغم أنه لم يفسِّر سوى عدد مِن السور!
وهو صاحب كتاب: "دلائل النظام"، وقد أصَّل فيه لما يسمَّى: بالوَحدة الموضوعية للسورة القرآنية.
وقد أبان عن مَنهجٍ جديد في التدبُّر، ويمكن اقتِفاء أثره في ذلك، والسير على منواله.
وليت الباحثين في الدراسات القرآنية تابَعوا البحثَ في هذا المحور المهمِّ. الفائدة الثانية: أنواع التفسير، وخطورة ما يسمَّى بالتفسير الانطباعيِّ:
من أهمِّ العلوم علم التفسير، وله أنواع متعدِّدة، وهي:
1 - تفسير القرآن بالقرآن، وأمثلته كثيرة، وهو عمدة التفسير.
2 - تفسير القرآن بالسُّنَّة، وأمثلته كثيرة، وهو المصدر الثاني في التفسير، وكتب التفسير بالمأثور كثيرة، من أهمِّها: تفسير الطبريِّ، وتفسير ابن كثير.
3 - تفسير القرآن الكريم بأقوال الصَّحابة؛ وهو المصدر الثالث عند المفسِّرين
ومن أمثلته: قولُ الله تعالى: ﴿ وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴾ [الأحزاب: 69]، قال ابن عباس: "كان حَظِيًّا عند الله لا يَسأل اللهَ شيئًا إلا أعطاه".
وقد فسر التابعي الجليل الحسن البصري قول ابن عباس عندما قال: "كان مُستجابَ الدَّعوة".
4 - تفسير القرآن بأقوال التابعين، وهو المصدر الرابع عند علماء التفسير.
ومن أمثلته: قوله تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾ [الحديد: 23]، قال عكرمة: "ليس أحد إلَّا وهو يفرح ويحزن؛ ولكن اجعَلوا الفرَح شُكرًا، والحزنَ صَبرًا".
5 - تفسير القرآن بأقوال السَّلَف الصالح:
ومن أمثلته: قول الله تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ... ﴾ [البقرة: 268]، قال الإمام سفيان الثوريُّ رحمه الله: "ليس للشَّيطان سلاح للإنسان مِثل خوفِ الفقر، فإذا وقَع في قلب الإنسان: منَعَ الحقَّ، وتكلَّم بالهوى، وظنَّ بربِّه ظنَّ السوء".
6 - تفسير القرآن بأقوال العلماء المختصِّين بالتفسير.
ومن أمثلته: لَفْظ الشِّفاء، تكرَّر في القرآن مرّتين:
قال تعالى عن العسل: ﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69].
وقال عن القرآن: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].
وقد قال الإمام ابن الجوزيِّ: "تلاوة القُرآن تَعمل في أمراض الفؤاد ما يَعمله العسَل في عِلَل الأجساد"[2].
7 - التفسير العمليُّ للقرآن:
ومن أمثلته: قوله تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الزخرف: 32]، قال حاتم الأصَمُّ عن هذه الآية: تأمَّلتُها فعلمتُ أنَّ القِسمة مِن الله فما حسدتُ أحدًا.
وليت باحثًا نابهًا جمع لنا مثلَ هذه النَّماذج عند سلَفنا الصَّالح، فيقدِّم بذلك خيرًا عظيمًا في مَجال الدِّراسات القرآنية.
8 - التفسير التصويريُّ:
وهو نوعٌ مهمٌّ في هذا العَصر، وقد ذكرتُ نماذجَ كثيرة في حسابي على "تويتر"، فلْيُراجعها مَن أراد.
قلت: ما أجمَلَ تفسيرَ القرآن بالآية والحديثِ النَّبوي وكلمات الأئمَّة من السَّلف الصالح!
وقد انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ما يمكن أن أسمِّيه بالتفسير الانطباعيِّ.
وفيه خُطورةٌ بالغة إذا لم يكن منضبطًا بالضَّوابط التي نَصَّ عليها المفسِّرون، وعلى المختصِّين بالتفسير مراقبته، وتَسديده عند الخَلَل.
وقديمًا قال الحافظ ابن حجر: "يا فضيحتنا مِن الله تعالى! نتكلَّم في كلامه بالاحتمالات"[3]. الفائدة الثالثة: التفسير بالشِّعْر:
وأعني به: الاستشهاد ببيتٍ جَميل مِن الشِّعر أو أكثر على المعنى المراد، ولستُ أعني نَظْمَ التفسير شِعرًا كما فعل الإمام الغزي؛ فهذا باب آخر.
ومن أمثلته:
قول الله سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ﴾ [التوبة: 46].
قال القُشيريُّ رحمه الله في تفسيره: "أي: لو صدَقوا في الطاعة لاستجابوا ببَذْل الوُسْعِ والطَّاقة، ولكن سقمَتْ إرادتُهم، فحصلت دون الخروج بلادتهم، وكذلك قيل:
لو صحَّ منك الهوى أُرشدتَ للحِيَلِ!"[4].
قلتُ: وهو شَطْرُ بيتٍ للإمام أبي القاسم السُّهيلي أحَد فقهاء المالكيَّة الأدباء، صاحب كتاب الروض، وأبياته هي: أبْدى الهوى وتَجافى عن زيارتِنا وظلَّ يُكثر مِن عذرٍ ومِن عِللِ لا تدَّعي حُبَّ مَن أتْلفتَ مُهجتَه بالصدِّ مِنك وبالإعراضِ والبَخَلِ تقول: لا حيلةٌ في الوَصْل أعرِفُها لو صحَّ منكَ الهوى أُرشدتَ للحِيَلِ!
وليتَ باحثًا نابهًا جمَع مثلَ هذه النَّماذج الشعريَّة التي تبيِّن معنى كلمات الله سبحانه، فيقدِّم عمَلًا مهمًّا في مَجال الدراسات القرآنية. الفائدة الرابعة: التفسير بالشِّعر أيضًا:
قال الشاعر:
فإذا صحَوتُ فأنت أولُ خاطري ♦♦♦ وإذا غـفا جفني فأنتَ الآخِرُ
قلتُ: هذا المعنى يَصلح في مخاطبة الله سبحانه، أليس قد قال تعالى: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ... ﴾ [الحديد: 3]، وقال: ﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ﴾ [النجم: 42].
وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في أدعيته وأذكارِه في الصَّباح والمساء أن نَصحوَ على ذِكْر الله، وأن تغمض أعيننا على ذِكره سبحانه.
وهناك مثال يشبِه ما أشرتُ إليه:
قال الحافظُ ابن كثير: "ومنها قوله - يعني: المتنبي -: يا مَن أَلوذُ به فيما أؤمِّلُه ومَن أَعوذُ به ممَّا أُحاذِرُه لا يَجبر الناسُ عَظْمًا أنتَ كاسِرُه ولا يهيضون عَظْمًا أنت جابِرُه
وقد بلَغني عن شيخنا العلَّامة شيخ الإسلام أحمد بن تيميَّة رحمه الله أنَّه كان ينكِر على المتنبِّي هذه المبالَغة في مَخلوق.
ويقول: إنَّما يَصلُح هذا لِجَناب الله سبحانه وتعالى.
وأخبَرني العلَّامةُ شمسُ الدين بن القيِّم رحمه الله أنَّه سمع الشيخ تقي الدِّين المذكور يقول: ربَّما قلتُ هذين البيتين في السُّجود أدعو اللهَ بما تضمَّناه من الذُّلِّ والخضوع"[5].
قلت: وقد ذكَر ابنُ القيِّم ذلك وزاد: "وكان يُنشدهما ويردِّدهما مرارًا، وقال: ربَّما دعوتُ في السُّجود بهما، دعاءً لا إنشادًا"[6].
الفائدة الخامسة: من جميل تفسير قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص: 2]:
قال عِكرمةُ عن ابن عباسٍ: "يَعْني الَّذِي يَصْمُدُ الْخَلَائِقُ إِلَيْهِ فِي حَوَائِجِهِمْ وَمَسَائِلِهِمْ".
قَال عليُّ بن أبي كلحة عن ابن عباس: "هُوَ السَّيِّدُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدُدِهِ، وَالشَّرِيفُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي شَرَفِهِ، وَالْعَظِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عَظمَتِهِ، وَالْحَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمِهِ، وَالْعَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمِهِ، وَالْحَكِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي أَنْوَاعِ الشَّرَفِ وَالسُّؤْدُدِ، وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ، هَذِهِ صِفَتُهُ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لَهُ، لَيْسَ لَهُ كُفْءٌ، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار!".
وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: "الصَّمَدُ: السَّيِّدُ الَّذِي قَدِ انْتَهَى سُؤْدُدُهُ، وَرَوَاهُ عاصم بن أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مِثْلَه"[7]. الفائدة السادسة: من جميل تفسير قول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]:
قال ابن القيم: "فجَذْبُه للقلوب أعظَم مِن جَذْب المغناطيس للحديد!
ولهذا أخبَر سبحانه أنَّه مَثابة للناس؛ أي: يَثوبون إليه على تعاقُب الأعوام مِن جميع الأقطار، ولا يقضون منه وطَرًا؛ بل كلَّما ازدادوا له زيارةً، ازدادوا له اشتياقًا، فللهِ كم لها مِن قَتيل وسَليبٍ وجريح، وكم أُنفِقَ في حبِّها مِن الأموال والأرواح، وَرَضِيَ المحبُّ بمفارقةِ فِلَذِ الأكباد والأهل، والأحباب والأوطان، مقدِّمًا بين يديه أنواعَ المخاوف والمتالِف، والمعاطِف والمشاقِّ، وهو يستلذُّ ذلك كله ويَستطيبه.
وَلَيْسَ مُحِبًّا مَنْ يَعُدُّ شَقَاءَه ♦♦♦ عَذَابًا إذَا مَا كَانَ يَرضَى حبيبُه"[8]
وليتَ باحِثًا نابهًا جمَع لنا أجملَ تفسير لكلِّ آية قرآنيَّة، وضابط ذلك: جَمال المعنى والمبنى، مع وضوح يناسِب أسلوبَ العصر الذي نعيش فيه. الفائدة السابعة: بين العقل والعلم:
قال تعالى: ﴿ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43].
"فقد وصَل العَقلُ بالعلم، كما وصَل العلمُ بالعقل؛ لأنَّ كمال الإنسان بهما، ألا ترى أنَّ العاقل متى عري مِن العلم قَلَّ انتفاعُه بعَقْله؟ كذلك العالم متى خُلِّي مِن العقل بطل انتفاعُه بعلمه، أمَا قال: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269]؟!
أما قال: ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2]؟!
أما قال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾ [النساء: 82][9]؟
وقد "اجتمع ابنُ المقفَّع بالخليل، فلما تفرَّقا قيل للخليل: كيف رأيتَه؟ قال: عِلمُه أكثر مِن عقله، وسُئل ابن المقفَّع: كيف رأيتَ الخليل؟ قال: عقلُه أكثر من علمه".
وعلَّق الإمام الذَّهبيُّ على ذلك بقوله: "وكان ابن المقفَّع مع سعة فَضْلِه، وفرط ذكائه، فيه طيش"[10].
قلت: وإذا كان العالم كذلك جاء منه شرٌّ كَبير.
ومِن جميل الشِّعر في المقارنة بين العلم والعقل قولُ بعضهم: عِلْمُ الْعَلِيمِ وَعَقْلُ الْعَاقِلِ اخْتَلَفَا مَنْ ذَا الَّذِي فِيهِمَا قَدْ أَحْرَزَ الشَّرَفَا فَالْعِلْمُ قَالَ أَنَا أَحْرَزَتُ غَايَتَهُ وَالْعَقْلُ قَالَ أَنَا الرَّحْمَنُ بي عُرِفَا فَأْفْصَحَ الْعِلْمُ إفْصَاحًا وَقَالَ لَهُ: بأَيِّنَا اللهُ فِيْ فُرْقَانِهِ اتَّصَفَا فَبَانَ لِلْعَقْلِ أَنَّ الْعِلْمَ سَيِّدُهُ وَقَبَّلَ الْعَقْلُ رَأْسَ العلم وانْصَرَفَا الفائدة الثامنة: حول الشهود الحضاريِّ لأمَّتنا:
فسَّر ابنُ باديس القرآنَ الكريم في مدَّة ربع قرن مِن عام (1332) إلى (1357هـ)، وأقيم احتفال كبير بهذه المناسبة في الجامع الأخضر بقسنطينة في الجزائر.
قلتُ: زرتُ مسجد (لخضر) الأخضر في قسنطينة وهالني صغر حجمه...
ولكنَّ همَّة شيخ شيوخنا ابن باديس رحمه الله وأثره عَمَّ المدن والبوادي والأنجاد.
وكتب الله بجهوده وجهود المخلصين مِن أمثاله تحريرَ البلاد من المحتلِّين.
• والذي أَدين اللهَ به، وثبَتَ مشاهدةً، وواقعًا، وتاريخًا: أنَّ النهضة الإيمانية تبدأ بالقرآن والحديث من المساجد... ومنها تنطلق، وبها تحفظ البلدان، ويسعد الإنسان. الفائدة التاسعة: الأهمُّ مِن حِفظ القرآن العمل بمقتضاه:
قال أبو شامَة المقدسيُّ: "لم يَبق لِمُعْظَم مَن طلَب القرآن العزيز همَّة إلَّا في قوَّة حفظه، وسرعةِ سَرْدِه، وتحريرِ النُّطق بألفاظه، والبحث عن مَخارج حروفه، والرغبة في حُسن الصَّوت به!
وكلُّ ذلك وإن كان حسَنًا، ولكن فوقه ما هو أهمُّ منه وأتمُّ، وأَولى وأَحرى، وهو: فَهم معانيه والتفكُّر فيه، والعمل بمقتضاه، والوقوف عند حدوده، وثمرة خَشية الله تعالى من حُسن تلاوته"[11]. الفائدة العاشرة: إكمال التفاسير:
وصول مجلَّدٍ واحد من التفاسير المفقودة أو قِطعة منه مهمٌّ جدًّا؛ فبه تظهر خطَّته، وهذا باب مهمٌّ من أبواب التصنيف.
ومن واجِب أقسام الدراسات العليا في جامعاتنا ومراكز البحث التفسيريِّ القيامُ بإكمال هذه التفاسير حسب خطَّة المؤلِّف في تفسيره.
ويشبه ما أشرتُ إليه: ما قام به جلالُ الدِّين السيوطيُّ مِن إكمال ما بدَأه الجلال المحلِّيُّ، وعُرف بعد ذلك بتفسير الجلالين.
ثمَّ أصبح محورًا لعدد مِن الأعمال التفسيريَّة حوله، ومن هذه الأعمال: حاشية الجمل على الجلالين.
وإكمال الكتب التي لم تَكتمل أصبحت ظاهرةً في مجال التصنيف في تاريخنا العلميِّ، يستحقُّ أن يُفرد بدراسة لأهميَّته.
[1] أفادها فضيلة الأستاذ أحمد فرحات حفظه الله في إمارة الشارقة يوم الأحد 11/ رجب 1438، والصِّياغة منِّي.
[2] التبصرة (١/ 55).
[3] نقله عنه تلميذه الحافظ السخاوي في الجواهر والدرر (2/ 611) مع قوله عنه: "وأما التفسير، فكان فيه آية من آيات الله تعالى".
[4] لطائف الإشارات (2/ 31).
[5] البداية والنهاية (11/ 292).
[6] في كتابه: "الكلام على مسألة السماع"؛ لابن قيم الجوزية ص: (344).
[7] ينظر تفسير ابن كثير.
[8] زاد المعاد (1/ 51).
[9] الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي (167).
[10] سير أعلام النبلاء (6/ 209).
[11] المرشد الوجيز (193).
د. عبدالسميع الأنيس
كل الشكر وكل التقدير لحضرتك على روعة ما قدمت لنـــا من موضوع اكثر من رائع اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك يااااااااااااااااارب لك كل تحياتى وتقديرى وحبى الدكتــور علــى